قلب سالم الذي يسكن صدري ،،،!



قبل ما يقارب الشهر و بعد حوار مع أحد الفنانين شعرت بألم في صدري وفي عضلة قلبي بالذات كما لم أشعر به من قبل ،
أحسست بوجود قطعه معلقه في داخلي ، إذا هذا هو القلب وكأني أراه معلقا أمامي مرتعشا يلهث الى حد النزف و منهارا الى حد الإغماء ،
استيقظت ليلتها على رائحة اشتعال قلبي ولأول مره شعرت بما يصفونه بالاشتعال ، حاولت أن أكسر القفص الصدري لعلي أستطيع أن اقتلع هذه الشعله قبل أن تصل لجميع ذاتي وتزهق روحي معها، تمنيت لو اطفئها ولو بدموعي أو حتى فردة نعالي!
ولكني وجدت قلبي قد تحول لجلده محترقة ، أنهرت بكاءا على قلبي ، لم يسعفني أحد ليلتها حتى أنا، استذكرت بيتا لوالدي رحمة الله عليه يقول فيه: جرحوا فوادي ليتهم جرحوا يدي ...لو كان جرحي في يدي فدما فسال ،، في الصباح لا أعلم كيف نمى لي قلب بحجم ثمرة المانجو طريا و مرتويا بدمائي ، كان غضا فلم يلبث إلا ساعة من نهار حتى تقطع بضربات جارحه حفرت علية وشما وقروحا يبقى اثرها وان توقف النزف ، وأنا أبحث عن أعمال الفنان النحات سالم المرهون وقفت مشدوهة أمام منحوتة (الوجع ) شعرت بأنه تجسيد لقلبي أنا بتلك الضربات المبرحه التي جعلته أشبه بقطعة لحم أرهقها تقطيع الجزار ثم غفل عنها لتتحول الى صخره محنطه تحمل ذكرا السكين وضرباته وتبدو رغم صلابتها منهارة ونابضه بتلك المرحله الموجعه.
هكذا سكب سالم في الحجر روحا ولكنها روح واي روح هي روح منسكبة كوجع و مشاعر لا يستطيع الرائي أن يقاوم انصهارها مع ذاته، هرعت لأرى صورة سالم المرهون فإذا به شاب نحيل يبدو عليه النشاط و التبسم يضيء محياه ! ونظرة عينه كانت أشبه بحلم تتراقص فيه الفراشات على ضوء شمعة باريسيه ! تنهدت أمام إبداعه اففففف ما مقدار هذا الألم الذي سكبتها في صدري تلك المنحوته لهذا الشاب المشاكس بفنه لمشاعر تصل الى حد سكرات الموت!
أصبحت أكثر تعلقا باسم سالم الذي أصبحت استمتع بسماع حروفه كسيمفونية أمل تداعب حياتي ، أتمنى أن يظل سالما وان يحيى مرهونا للسعاده لا للوجع،ضمدت جراح قلبي بشاش أبيض بدا لي الأمر وكأني أحنط قلبي أو اخرجه من عمليه جراحيه خرج منها رغم الموت سالما !

يزيد إيماني يوما بعد يوم بالفنان العماني وبالموهبه العمانيه وبأننا نقدم مالا يستطيع أحد أن يقدمه ليس كخامه فنيه أو مواد فنحن صناع المشاعر الصادقة والاحساس الحقيقي المتحدث فنا بلسان الإبداع،
سالم المرهون تكتسي بابداعك الأرواح وتتوجك تيجان من النور والالق ،فالف شكر لهذا الوجع الذي سكبته في قلوبنا لتزال الغشاوه وتتضح لنا الرؤية لأفق جديد نستطيع رغم الجراح أن نجد فيه رمقا من الحياة والاحساس لربما نكون أحن على قلوب بعضنا البعض بعد هذه الملحمه الإبداعيه ...
بقلمي الشاعره والكاتبه الفنانه سوسن إسماعيل2012
www.alsawsanah.net