منبر الفنان العماني المعروف موسى عمر - الصفحة 2
    أماسي الشاعرة الشهيرة السوسنه بنت إسماعيل    وردة السلطان قابوس    إني فتنت      فخر الأمه    لا تَسألوني عَنْ حُدودِ هَيامي!    قابوس أنت العيد انت الجائزه     تجديد العهد    بمناسبة عودة  الغالي مولانا حضرة صاحب الجلاله حفظه الله    في وصف سيد النبلاء     شخصيةٌ لم تأتها الأعوام    حفل تدشين السوسنه .نت    حفل السوسنه .نت2     منبر الشاعره الأصيله زيانه الحجيه     ملك الحرف أبي الغالي الشاعر إسماعيل اليماني



+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 11 إلى 15 من 15
  1. #11
    ][ ☆المؤسس:الشاعره والرسامه العمانيه المعروفه سوسن إسماعيل ][
    -||[ السيده سوسن المحضار ]||-
    [شاعرة وفنانة و أديبة عالمية©]
    الصورة الرمزية سوسنة إسماعيل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    16,504
    مدن ترضع صمتها الأزلي في
    تجربة التشكيلي العماني : موسى عمر
    علامة بارزة بين سابقية والقادمين بعده، يقف جسرا موصلا إلى شرفات الحكم حلم البياض الذي يشغل المساحة الأولى، مساحة الطفولة وهي ترى الكون خال إلا من الحب والجمال.
    لا تستطيع تحديده في مدرسة ما، أو تخضع قراءة تجربته تحت تأثير اتجاه ما، هو يحاول شق طريق خاص معتمدا على إرث فني خصب، هو خيال الشرق ومعامارية مدنة القديمة وأساطيره التي تحلق بنا في المجهول.
    كتب الأستاذ الناقد نوري الرواي، واضعا يده بدقة على تجربة موسى عمر كل طفل يستطيع أن يكمل لوحة موسى عمر، في ذلك يحقق موسى عمر إنجازه الجوهري وهو الرسم بمخيلة الطفولة والاقتراب من عالمها البدائي الجميل.
    لذلك لا يذهب بك موسى عمر إلى نهاية الأشياء، هو دائما يأخذك إلى بدايتها، وهنا يكمن جذر تجربته، ووهجها ، وذلك أننا نذهب معه إلى عالم أفقدنا إليه ولم نعد نراه أو نسمع به ، الأرض عندما كانت يوما ما مدنا من السحر والأساطير وهو في ذلك لا ينفصل عن موروثه بل إن إرثه ما يدفعه إلى التشكيل فرموز تجربته تحتله القباب ، الهلا، الأضرحة ، النخيل، المنمنات الشعبية، الخيول ، هذه الموتيفات هي ما يمزجها موسى عمر ليخرج منها بعد ذلك عالما من الدهشة والغرابة ينفذان إلى القلب والعقل معا، وهو حتى في ذهابه إلى تشكيل الكائن البشري، تخرج كائنات صامتة هلامية ، لأنها ولدت من مدن ترضع صمتها الأزلي ، تخرج من بؤرة اللوحة متجهة إلى فضائها سابحة في سمائها اللامتناهية ، وعباث تحاول تجسيد تشكيل ما لنسائه أو خيوله ، ذلك أنها كائنات تستعصي على اللمس والقبض كائناته مخلوقة للفضاء البعيد الذي لا تلامس سحره غير أحلام طفولة بعيدة لن تعود ثانية .
    تسكن تجربته متوازنة بين الضوء والظلمة ، بين الصمت والصراخ ، بين العتمة والوضوح ، الفضاء المظلم وقاتم غير أن اللوحة مزخرفة بألوان من البهجة وكأنها قوس قزح بشق عتمة سحب في فضاء ممطر .
    هذا التوازن مرده إلى جذر تشكيل اللوحة الأساسي الذي يحاول موسى عمر تقديمه لنا وهو إضفاء التوازن على اللوحة بين الحلم والواقع وبين الحسي والروحي، والذي انسحب لاحقا على تشكيلها العماري المتوازن بين الفراغ والملء وبين المفتوح والمغلق في المدن الحالمة.
    لا ريب أن هذه الثنائية المتضادة وليدة تجربة سبق وأن تأثرت بمدارس أساسية في التشكيل العالمي، ففي تجارب ما قبل المدن الحالمة يلاحظ أثار المرحلة التكعيبية لبيكاسو وتجارب كاندنسكي الواقعي التأثيري في اتجاهاته المختلفة.
    وقت ذلك لم يكن الفنان معنيا بدلالات الزمن المحلي أو بالموتيف والكولاج أو بتقسيمات اللوحة إلى مراحل مختلفة ومتدرجة كما تجلى واضحا في انضج أعماله الجدراية: برزخ العزلة.
    وما أهتدى الفنان إليه في مراحل لاحقة هو إعطاء الفضاء فرصة البوح والمشاركة في خلق الجمال ، عنه في مراحله الأولى التي استمت باكتظاظ العناصر وأمتلاء اللوحة بها.
    تدريجيا يعثر الفنان على فضائه وعلى صوته المتميز وأصلا إلى التجريد اللوني في تجارب وإلى الموتيف الذي يتأثر مشكلا حلقات تنفصل وتتواصل في تجارب أخرى .
    الموتيف يتخذ أشكاله الخاصة في التجربة دون تحديد مسبق لحجمه أو لونه ، لكن جذره الأيقوني الشرقي هو ما يجعل حميميه ترابط هذه الأيقونات بعضها ببعض واستاقها في أشكال هندسية منظمة .
    تسيطر ألوان مشرقة فائضة بالحياة عليها،حتى وهي قادمة من العوالم الداخلية للإنسان خاصة التجارب المعنية بالمرأة حيث تتبعثر الموتيفات وتتلاحم مشكلة قراءة داخلية لهاذ العالم الجواني المعقد الفائض بالأحاسيس والمشاعر المتناقضة روحيا وحسيا كان على التجربة هنا أن تكون في مستوى تعقيد هذه القراءة ونقلها إلى التجسيد ، والموضوع ليس في نجاحها تجسيد الدواخل من عدمها ، بل في الجديد الذي يطرحه عليها الفنان وهو إثراء القراءة هذه الموتيف والخيال الشرقيين الجديدين كل الجدة في عالم التجديد والإثراء اللوني .
    تجربة المدن الحالمة يكمن تميزها في اقترابها وابتعادها عنك في أن، قريبة نظرا لأن جذورها الطفولي الشرقي الخاص يشكن أعماق كل منا، ما يجعل المشاهد يفكر حقا بأنه خالق هذا العالم الغريب ولكنه البعيد عن الخلق ثانية نظرا لاستحالة العودة إلى السحر المفقود.
    لا حقا تدخل في التجربة مثريات جديدة كالقضبان الدامية وهي تسيج عزلة الانسان ، أوالحجارة المرصوصة على القبر كشاهد أو الأبجدية العربية والأرقام لإضفاء دلالات ورموز سحرية عرفها الشرق وكتاباته السحرية والطوطمية الأولى .
    وحيث يتم الخروج من الثنائية والضدية فإن الرحابة تفسح للمخيلة فضاء أوسع للخلق والإبداع عنه في وضع حدي التجربة بين نقيضين يبدأ ذلك جليا في تجارب تلعب فيها خلق الفضاء المحيط بالثيمة بؤرة للتجربة عنه في التركيز على الثيمة الأساسية كبؤرة للعمل الفني ففي تجارب: قبري، مكان أخر الليل، من يقف نزيفي، كأمثلة في بعض منها أو مجملها في تجارب أخرى ، وما يتناثر في تجسدات في فضاء اللوحة إنما يدور حول الثيمة المعطاة بالون الفضاء (الليل) أو بحجر الفضاء (القبر) معطيا التجربة خيالات تشكيلها الخاص.
    التجربة إذن هنا هي أفضاء الذي يسنجه الفنان نحو التمثال أو نحو الثيمة، هذا الفضاء العذب الذي بدأ يتخلق ويتشكل في تجربة موسى عمر تدريجيا حتى وصل إلى أقصى درجاته التعبيرية في تجاربه الأخيرة.
    إلا أن على تجربة الفنان موسى عمر أن تنطلق بعيدا، بعدت أن أرست أذور تجديدها وتشكيلها عليها أن تبحث عن حديد في عوالم الخلق والإبداع معتمدة على أرضية صلبة من المران والتأسيس تجربة ستكون قادرة على خلق توهج يعقد على رموز تختلف عن ما سبق وإن قدمها، ما هو بحاجة إليه الذهاب بعيدا إلى الفضاء المفتوح، الذي بدأ خياله ينضج في تقديمها عبر لوحات المدن الحالمة، موهبة موسى عمر تعتمد على هذا الوهج، وهج التقدم من مساحة إلى أخرى ومن ثيمات لأخرى دون الاكتفاء بالمنجز الماضي.
    إن الفنان الذي أستلهم أشكال الشرق وألوانه الوضاحة محاولا لا توظيفها للتعبير عن مكنونات الإنسان الداخلية عليه في مراحل قادمة الذهاب إلى روح الشرق وجوانياته الخصبة ذات الألق الصوفي التراجيدي لتضئ له طريقا شاقا أرتأى أن يسير به وحيدا في ليل معتم وطويل.
    شاعر وكاتب من سلطنة عمان
    سماء عيسى
    أحبك...أبي للأبد
    20/10ذكرى بعدك عني .....

    الشاعرة و الفنانة التشكيلية و الأديبة العُمانية سوسن إسماعيل"شخصية عالمية مشهورة"
    صفحتي على الفيس بوك :


    سألوني :من أجمل البشر ...فأجبت : أناااا

  2. #12
    ][ ☆المؤسس:الشاعره والرسامه العمانيه المعروفه سوسن إسماعيل ][
    -||[ السيده سوسن المحضار ]||-
    [شاعرة وفنانة و أديبة عالمية©]
    الصورة الرمزية سوسنة إسماعيل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    16,504
    مشاهد أسلوبية تحتفظ بخصوصيتها العمانية
    موسى عمر أبدع المدينة العجيبة في لوحات
    ليست المدن منازل متراصة وشرايين من الطرق وحسب فهي أبعد من هذه التصورات وصولا إلى مفهوم نفساني يعكسه فضاء المعنى الذي يعمل عليها الفنان العماني موسى عمر رغم انقياده العفوي للجاذبية الأرضية التي تؤمن كتلة صلبة أسفل عمله الفني بمقابل الفضاء الأعلى المفتوح على رموز وأشارات تحاكي عزلة التفاصيل السفلية فأساطيرها الوحشية وصراخ تكوينتها الكابوسية وكل ما يجعل الفنان يؤلف بنائياته الممتدة في أعماله المتنوعة ، متنقلا بين الخط والكتلة ، اللون والرمز ومختلف مشاهدات العين التي تحاول ايجاد معادلات بصرية على صلة بالأحاسيس التي تجعل المدينة تسكن قلوب الناس رغم تناقضاتها الحادة ترافقاتها الحميمة كما يرى الفنان نوري الرواي ، والذي يؤكد " أن المدينة العجيبة التي أبدعها الفنان موسى عمر ضمن قوانينه العفوية الخاصة تسكن عالما رؤيويا تشكل على مفترقاته اعترافات المشاهدين وحواراتهم الصامتة ، فيما تمنحهم الدواخل فرصة التنفس في فضاء أخر يفرضه حق النفتاح والامتداد خلف (عالم المرايا)حيث تتوزع صورة وأشكاله المتناثرة على مساحة حدسية واسعة من الصعب تمثلها أو تقليدها لانها تتمثل في كينونة هي أقرب إلى جوانب الحب منها إلى أي شيء أخر، غير أن ما تراه العين في هذه المشاهد ليس إلا تلك الأنعكاسات الأولى للفطرة الأنسانية التي أعترف بها الفن الحديث وضمها إلى مكتشفاته الجديدة ثم أحلها المقام الأعلى من سلم الأولويات سواء بسواء م المبتدعات العفوية للطفولة .
    لحظات السرد
    أحمر مثلثي يتشبث بالبعد الأرضي للوحة ، فيما يظهر الجانبان حاشية زرقاء تبني شكلا فاصلا بين الأرض والأحاديث اللامتناهية في ثلثي اللوحة المزدحمة بحركة جسد الفنان وهو يحاول فتح الطريق أمام السرد الداخلي لمراحلة من مراحل بناء العمل أو تلقيه ، فيما سيكون على المشاهد تمثل طرق أخرى لولوج مدنه بالاستناد إلى الرواية البصرية التي تفعل الحوار التخيلي إلى جانب الحذر الذي يتملك المشاهد وهو يبدل موقع عينه على التفاصيل المتناهية في الدقة وكأنها تحاول أن تحفظ سلسلة المعلومات المتبدلة في السطح الأولي أو بشرة الصباغيات الحرة التي تحاول حصر المعنى في فعل بصري يمثل ضرورة واضحة لتخصيص استعدادنا للاصطدام بما تحاول اللوحة أن تنقله أو تحاول الرموز الخطية والشكلية أن تنقله كونه يعني استمرار الحوار البصري بين ما انجز وما يمكن أن يفعله الخيال اللحظي وهو يقلب الشريط المصور إلى لقطة واحدة تقوم مقام الهسيس أو الضجيج أو الصمت .
    إنه الأنسجام الجمالي يقدمه الفنان في موقع معين ليعرضه دفعة واحدة لمرة واحدة بحيث تغدو العلاقة الحميمة بالحياة تتجاوز الخطف اللحظي لصلتنا بتعقيدات المدينة وتقتيرها الحسي ، فهو يرخي موهبته أغلب الأحيان على حالات حلمية تولد تلوينا روحيا وعاطفيا عميقا يرافق التوقيعات التي نمنحها للصورة المقصودة والجو الاسترجاعي لتخيلنا المسبق عن المدن حيث يكون على كل منا بناء مدينته الخاصة ورؤية ذكرياته تتمثل بالمادة المشكلة للحظات السرد الودية التي تسرعها خصوبة الشعور الشخصي بالمنجز الذي يفيض بمشهدية الحياة وتراتب أحداثها وأفعالها باعتبارها عبارة بصرية نبتدئ بها قراءتنا لأجواء موسى عمر الدلالية .
    أن القراءة البصرية الأولية لأعمال الفنان تؤكد ما ذهب إليه حسين عبيد حين كتب بأننا نرى في مدن موسى عمر "مشاهد أسلوبية تصب فيها ايقاعات مترادفة تحتفظ بنقائها التعبيري وخصوصيتها العمانية من خلال هندسة أزقتها المتماسكة التي تنفرد باتصلالات بصرية عالية لمعالم وأبعاد طقوسية لأشكال تمثل أصواتا موسيقية تمارس محاور لونية ذات معادلات جريئة من البني المحروق والأبيض الممزوج بمواد جيرية تحمل تنويعات من الخطوط المستقيمة والمتعرجة في اتجاهاتها بنظم تقنية عالية تهدف إلى اعطائها تأثيرات صادقة حول انشائيات مكانية عجيبة تتزاحم فيها النوافذ والأبواب المفتوحة والأشكال الشعبية العرائس والموتيفات المتداخلة بعضها ببعض لتشكل وحدة عضوية رائعة وسيادة ديناميكية متقدة تربط بين العناصر البصرية المتعددة من جانب والخلفيات المستخدمة من جانب أخر".
    التشكيلي المجالي
    يتحقق وجود المدينة البصرية بتحقق المجال البصري بأهم سماته الوجودية المميزة له كما أن السيطرة على التحقق العقلي لفهم المدينة أنما يأتي من السعي الجمالي إلى الكمال ولهذا فأن استحسان موسى لهيكل المدينة أنما يعكس استحسانه لتناسب جوهرها والبحث عن قيمة تناسقية تؤدي إلى وعي كل ما هو غائب عن التواجد في التفاصيل العقلانية المحسوسة ما يعني أن الفنان في سعيه إلى الجميل أنما يحاول أبعاد ضده أي الأنزياح إلى مقتضى طباع الأشياء في سعيه إلى الكمال .
    لقطة المدينة المتغيرة من صورة إلى صورة تعبيرية أخرى في أعمال موسى عمر أنما تحقق توليفا شخصيا للمجال من جانبين أولهما حركي مرئي وثانيهما كامن سردي وبالنتيجة فإن التدرج بين هاتين الحالتين يستند في طرحه على العجائن والملامس والألوان بكامل اتصالها المعماري بالثراء الروحي .
    قد يكون هذ الأمر واضحا لي أكثر بعد زيارتي لسلطنة عمان وملاحظتي لعديد من الأمور المتعلقة بالمكان وتفصيله السحرية الاخاذة حيث تستدعي هذه الأماكن فيهما لتصميمها الذي تحققت عليه باعتباره لغة شفافة بغاية البساطة والوضوح تملك إلى جانب حدوثيتها ومعاصرتها ديمومته التاريخية بحيث يمكن الاشارة إلى الاختصارات والاختزالات التي تشي بخصوصية الطابع وتفهم القوة الروحية الكامنة وراء ذلك كاملة والتي يستفيد موسى عمر منها ايما استفادة عبر وعيه للطريقة التشكيلية التي ينظم يها ابصاره لمكونات المدينة باعتبارها مكانا مبصرا من جهة ومكانا مؤلفا تأليفا داخليا عميقا من جهة أخرى .
    أن المفردات العمانية التي تفتحت عليها عين الفنان كالحصير العماني والخيش وزخارف الأواني وغير ذلك يقدم لها الفنان بالأكريليك والريلييف وهي خامات تتوافق مع خامات البيئة ويلجأ الفنان لاستخدام ألوان أقرب إلى منطق القرية العمانية أن لم تكن ألوانا طينية لربط الحالة بالإرض أن مدن موسى تعلن عن وجودها دائما من خلال طغيان تأثيرها في روح الفنان لذلك لا يكاد يخلو عمل من أعماله من المفردات الواضحة للموروث العماني فالاشكال الهندسية تأخذ لديه منحي دلاليا مغايرا يتحقق من خلال علائق ديناميكية تربط في ما بينها فضلا عن الدلالة الفولكولورية لهذه الأشكال فهو يرسم روح الاشياء وروح المعنى لا روح الكائن محددا المشاعر والقيم شكلا ولونا من خلال دراما لونية تبحث عن مهارة بصرية تكفل للمتلقي المتعة وللمبدع التواصل وما التشكيل سوى لحظة بوح جميلة بسكونها وهواجسها وضيمها وأحلامها وألونها هكذا ينظر الشاعر ماهر حسن إلى تجربة موسى ملتقطا جانبا شعريا مرهفا بينما يرى الناقد المصري عز الدين نجيب أن موسى استطاع "توظيف ألوانه ذات البريق والعجائن السميكة في خلق تضاريس وحوار بصري بين خطوط ومساحات متباينة النصاعة والبروز لمدائن عربية تقع في المنطقة بين الحلم والواقع حوار يستدعي بقوة الخيال مشاهد من عالم ألف ليلة وليلة موشاة بزخارف محلية متوارثة أقرب إلى التطريز على ثوب عروس تتناغم مع فتحات النوافذ والأبواب والشرفات في ايقاع تطريبي موقع على طبول بدوية وإذا نشعر بأننا نعرف هذه المدائن وأن أختلفت التفاصيل ، فإننا سرعان ما نندمج في ايقاعها السحري متوافقين مع أنفسنا ".
    المدينة باطن أخر للعقل وللأحاسيس والمشاعر والأحلام نستشعر من خلالها جراحنا وافراحنا والقلوب التي نفقدها أن التشكيلي العماني موسى عمر وهو يحاول النظر من الأعلى أو من الأسفل إلى المدينة إنما يحاول أن يعكس حقيقة ما علينا أن نراها بملء أعيننا الحقيقية في تجلياتها المختلفة وألوانها التي تجعل المجالات أكثر بهاء وسرية باستقطابها للضوء العماني الأخاذ.
    ناقد وفنان من سوريا
    د.طلال معلا
    أحبك...أبي للأبد
    20/10ذكرى بعدك عني .....

    الشاعرة و الفنانة التشكيلية و الأديبة العُمانية سوسن إسماعيل"شخصية عالمية مشهورة"
    صفحتي على الفيس بوك :


    سألوني :من أجمل البشر ...فأجبت : أناااا

  3. #13
    ][ ☆المؤسس:الشاعره والرسامه العمانيه المعروفه سوسن إسماعيل ][
    -||[ السيده سوسن المحضار ]||-
    [شاعرة وفنانة و أديبة عالمية©]
    الصورة الرمزية سوسنة إسماعيل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    16,504
    مشاهد أسلوبية تحتفظ بخصوصيتها العمانية
    موسى عمر أبدع المدينة العجيبة في لوحات

    ليست المدن منازل متراصة وشرايين من الطرق وحسب فهي أبعد من هذه التصورات وصولا إلى مفهوم نفساني يعكسه فضاء المعنى الذي يعمل عليها الفنان العماني موسى عمر رغم انقياده العفوي للجاذبية الأرضية التي تؤمن كتلة صلبة أسفل عمله الفني بمقابل الفضاء الأعلى المفتوح على رموز وأشارات تحاكي عزلة التفاصيل السفلية فأساطيرها الوحشية وصراخ تكوينتها الكابوسية وكل ما يجعل الفنان يؤلف بنائياته الممتدة في أعماله المتنوعة ، متنقلا بين الخط والكتلة ، اللون والرمز ومختلف مشاهدات العين التي تحاول ايجاد معادلات بصرية على صلة بالأحاسيس التي تجعل المدينة تسكن قلوب الناس رغم تناقضاتها الحادة ترافقاتها الحميمة كما يرى الفنان نوري الرواي ، والذي يؤكد " أن المدينة العجيبة التي أبدعها الفنان موسى عمر ضمن قوانينه العفوية الخاصة تسكن عالما رؤيويا تشكل على مفترقاته اعترافات المشاهدين وحواراتهم الصامتة ، فيما تمنحهم الدواخل فرصة التنفس في فضاء أخر يفرضه حق النفتاح والامتداد خلف (عالم المرايا)حيث تتوزع صورة وأشكاله المتناثرة على مساحة حدسية واسعة من الصعب تمثلها أو تقليدها لانها تتمثل في كينونة هي أقرب إلى جوانب الحب منها إلى أي شيء أخر، غير أن ما تراه العين في هذه المشاهد ليس إلا تلك الأنعكاسات الأولى للفطرة الأنسانية التي أعترف بها الفن الحديث وضمها إلى مكتشفاته الجديدة ثم أحلها المقام الأعلى من سلم الأولويات سواء بسواء م المبتدعات العفوية للطفولة .

    لحظات السرد

    أحمر مثلثي يتشبث بالبعد الأرضي للوحة ، فيما يظهر الجانبان حاشية زرقاء تبني شكلا فاصلا بين الأرض والأحاديث اللامتناهية في ثلثي اللوحة المزدحمة بحركة جسد الفنان وهو يحاول فتح الطريق أمام السرد الداخلي لمراحلة من مراحل بناء العمل أو تلقيه ، فيما سيكون على المشاهد تمثل طرق أخرى لولوج مدنه بالاستناد إلى الرواية البصرية التي تفعل الحوار التخيلي إلى جانب الحذر الذي يتملك المشاهد وهو يبدل موقع عينه على التفاصيل المتناهية في الدقة وكأنها تحاول أن تحفظ سلسلة المعلومات المتبدلة في السطح الأولي أو بشرة الصباغيات الحرة التي تحاول حصر المعنى في فعل بصري يمثل ضرورة واضحة لتخصيص استعدادنا للاصطدام بما تحاول اللوحة أن تنقله أو تحاول الرموز الخطية والشكلية أن تنقله كونه يعني استمرار الحوار البصري بين ما انجز وما يمكن أن يفعله الخيال اللحظي وهو يقلب الشريط المصور إلى لقطة واحدة تقوم مقام الهسيس أو الضجيج أو الصمت .

    إنه الأنسجام الجمالي يقدمه الفنان في موقع معين ليعرضه دفعة واحدة لمرة واحدة بحيث تغدو العلاقة الحميمة بالحياة تتجاوز الخطف اللحظي لصلتنا بتعقيدات المدينة وتقتيرها الحسي ، فهو يرخي موهبته أغلب الأحيان على حالات حلمية تولد تلوينا روحيا وعاطفيا عميقا يرافق التوقيعات التي نمنحها للصورة المقصودة والجو الاسترجاعي لتخيلنا المسبق عن المدن حيث يكون على كل منا بناء مدينته الخاصة ورؤية ذكرياته تتمثل بالمادة المشكلة للحظات السرد الودية التي تسرعها خصوبة الشعور الشخصي بالمنجز الذي يفيض بمشهدية الحياة وتراتب أحداثها وأفعالها باعتبارها عبارة بصرية نبتدئ بها قراءتنا لأجواء موسى عمر الدلالية .
    أن القراءة البصرية الأولية لأعمال الفنان تؤكد ما ذهب إليه حسين عبيد حين كتب بأننا نرى في مدن موسى عمر "مشاهد أسلوبية تصب فيها ايقاعات مترادفة تحتفظ بنقائها التعبيري وخصوصيتها العمانية من خلال هندسة أزقتها المتماسكة التي تنفرد باتصلالات بصرية عالية لمعالم وأبعاد طقوسية لأشكال تمثل أصواتا موسيقية تمارس محاور لونية ذات معادلات جريئة من البني المحروق والأبيض الممزوج بمواد جيرية تحمل تنويعات من الخطوط المستقيمة والمتعرجة في اتجاهاتها بنظم تقنية عالية تهدف إلى اعطائها تأثيرات صادقة حول انشائيات مكانية عجيبة تتزاحم فيها النوافذ والأبواب المفتوحة والأشكال الشعبية العرائس والموتيفات المتداخلة بعضها ببعض لتشكل وحدة عضوية رائعة وسيادة ديناميكية متقدة تربط بين العناصر البصرية المتعددة من جانب والخلفيات المستخدمة من جانب أخر".

    التشكيلي المجالي

    يتحقق وجود المدينة البصرية بتحقق المجال البصري بأهم سماته الوجودية المميزة له كما أن السيطرة على التحقق العقلي لفهم المدينة أنما يأتي من السعي الجمالي إلى الكمال ولهذا فأن استحسان موسى لهيكل المدينة أنما يعكس استحسانه لتناسب جوهرها والبحث عن قيمة تناسقية تؤدي إلى وعي كل ما هو غائب عن التواجد في التفاصيل العقلانية المحسوسة ما يعني أن الفنان في سعيه إلى الجميل أنما يحاول أبعاد ضده أي الأنزياح إلى مقتضى طباع الأشياء في سعيه إلى الكمال .
    لقطة المدينة المتغيرة من صورة إلى صورة تعبيرية أخرى في أعمال موسى عمر أنما تحقق توليفا شخصيا للمجال من جانبين أولهما حركي مرئي وثانيهما كامن سردي وبالنتيجة فإن التدرج بين هاتين الحالتين يستند في طرحه على العجائن والملامس والألوان بكامل اتصالها المعماري بالثراء الروحي .
    قد يكون هذ الأمر واضحا لي أكثر بعد زيارتي لسلطنة عمان وملاحظتي لعديد من الأمور المتعلقة بالمكان وتفصيله السحرية الاخاذة حيث تستدعي هذه الأماكن فيهما لتصميمها الذي تحققت عليه باعتباره لغة شفافة بغاية البساطة والوضوح تملك إلى جانب حدوثيتها ومعاصرتها ديمومته التاريخية بحيث يمكن الاشارة إلى الاختصارات والاختزالات التي تشي بخصوصية الطابع وتفهم القوة الروحية الكامنة وراء ذلك كاملة والتي يستفيد موسى عمر منها ايما استفادة عبر وعيه للطريقة التشكيلية التي ينظم يها ابصاره لمكونات المدينة باعتبارها مكانا مبصرا من جهة ومكانا مؤلفا تأليفا داخليا عميقا من جهة أخرى .
    أن المفردات العمانية التي تفتحت عليها عين الفنان كالحصير العماني والخيش وزخارف الأواني وغير ذلك يقدم لها الفنان بالأكريليك والريلييف وهي خامات تتوافق مع خامات البيئة ويلجأ الفنان لاستخدام ألوان أقرب إلى منطق القرية العمانية أن لم تكن ألوانا طينية لربط الحالة بالإرض أن مدن موسى تعلن عن وجودها دائما من خلال طغيان تأثيرها في روح الفنان لذلك لا يكاد يخلو عمل من أعماله من المفردات الواضحة للموروث العماني فالاشكال الهندسية تأخذ لديه منحي دلاليا مغايرا يتحقق من خلال علائق ديناميكية تربط في ما بينها فضلا عن الدلالة الفولكولورية لهذه الأشكال فهو يرسم روح الاشياء وروح المعنى لا روح الكائن محددا المشاعر والقيم شكلا ولونا من خلال دراما لونية تبحث عن مهارة بصرية تكفل للمتلقي المتعة وللمبدع التواصل وما التشكيل سوى لحظة بوح جميلة بسكونها وهواجسها وضيمها وأحلامها وألونها هكذا ينظر الشاعر ماهر حسن إلى تجربة موسى ملتقطا جانبا شعريا مرهفا بينما يرى الناقد المصري عز الدين نجيب أن موسى استطاع "توظيف ألوانه ذات البريق والعجائن السميكة في خلق تضاريس وحوار بصري بين خطوط ومساحات متباينة النصاعة والبروز لمدائن عربية تقع في المنطقة بين الحلم والواقع حوار يستدعي بقوة الخيال مشاهد من عالم ألف ليلة وليلة موشاة بزخارف محلية متوارثة أقرب إلى التطريز على ثوب عروس تتناغم مع فتحات النوافذ والأبواب والشرفات في ايقاع تطريبي موقع على طبول بدوية وإذا نشعر بأننا نعرف هذه المدائن وأن أختلفت التفاصيل ، فإننا سرعان ما نندمج في ايقاعها السحري متوافقين مع أنفسنا ".
    المدينة باطن أخر للعقل وللأحاسيس والمشاعر والأحلام نستشعر من خلالها جراحنا وافراحنا والقلوب التي نفقدها أن التشكيلي العماني موسى عمر وهو يحاول النظر من الأعلى أو من الأسفل إلى المدينة إنما يحاول أن يعكس حقيقة ما علينا أن نراها بملء أعيننا الحقيقية في تجلياتها المختلفة وألوانها التي تجعل المجالات أكثر بهاء وسرية باستقطابها للضوء العماني الأخاذ.





    ناقد وفنان من سوريا
    د.طلال معلا
    أحبك...أبي للأبد
    20/10ذكرى بعدك عني .....

    الشاعرة و الفنانة التشكيلية و الأديبة العُمانية سوسن إسماعيل"شخصية عالمية مشهورة"
    صفحتي على الفيس بوك :


    سألوني :من أجمل البشر ...فأجبت : أناااا

  4. #14
    ][ ☆المؤسس:الشاعره والرسامه العمانيه المعروفه سوسن إسماعيل ][
    -||[ السيده سوسن المحضار ]||-
    [شاعرة وفنانة و أديبة عالمية©]
    الصورة الرمزية سوسنة إسماعيل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    16,504
    حوارية العين واللون في تأمل
    " المدن الحالمة"
    للفنان موسى عمر وأشياء أخرى
    - 1-
    · تشكل التجربة التشكيلية للفنان العماني موسى عمر فرادة خاصة في مجمل سياق التجربة التشكيلية في عمان. تتمثل هذه الفرادة في خصائص أولية منها، ذلك التنويع الأولى لمنابع الطفولة القلقة، ذات الصيغ الحلمية. ثم انشاء عالم آخر يكاد يشكل محوراً مركزياً في أعماله هو عالم المدينة.
    · ولكن هذا توصيف أولى لأعماله.
    · أجل، أردت أن أبدأ من هنا، من الأعمال التي جمعها فيما بعد في كتيب أطلق عليه " المدن الحالمة" وسنرى فيما بعد، كيف استطاع موسى عمر، بذكاء حاذق ووعي تشكيلي لافت يتطور باستمرار، سنرى كيف أعاد صياغة هذا البعد البصري الممهور بوعي شقي غالباً. الى نوع من التصالح والشفافية مع الذات. أعني أن الأمر لا يتعلق بمدن حالمة وانما بمدن (محلوم بها) ولا ترى الا بعين يقظه لطفل يعيش في مدينة. انها مدن مستحضرة من خيال الطفل.
    · لقد قرات شيئا زمن هذا القبيل عن "مدن غير مرئية" ذات طابع خيالي.
    · نعم، كان ذلك هو الكاتب الايطالي ايتالو كالفينو، طفل آخر من هذا الكون. وقد كتب عن مدنه الخاصة التي لم يرها أحد غيره.
    · تماما كم فعل لويس كارول حينما ترك "أليس" تائهة وهي تستكشف بدهشة ألوان الغابات والحيوانات والزهور.

    -2-

    · هكذا أنت ترى اذن أن موسى عمر لم يرسم مدناً "واقعية" انما رسم هو، أو مدن طفل – لافرق- استناداً الى بعض مفردات مدن الواقع . وبعد عمليات حذ وازاحة يشكل أمامك جوهر المدينة كرموز وعلامات مستدعاة من ذاكرة حية، أي أنها عمليات تركيبية قد تصل في مراحل لاحقة الى مصاف التصعيد الشعري. انها مدن اسطورية محلقة في فضاء اللوحة.

    -3-

    · لو تدخلني في هذه المتاهة يا عزيزي، لم لا تبدأ من اللوحة؟
    · حسناً، ليكن ذلك، تعال واقترب قليلاً، وافسح مجالاً لدخول سعاع الضوء. تمعن في "من ليالي المدن" هذه اللوحة التي تظهر فيها البيوت والأسوار والمآذن والأقواس على خلفية ليل بحري وهلال لا يشع، بلون أبيض داكن. تظهر في هذا العمل الدعة وروح المكان كأشكال حلمية، وقد عمد الفنان إلى استلهام روح بعض أشكال المعمار العماني التقليدي، هذا بالاضافة الى استخدام مواد وخامات محلية كالحصير والخيش. وهذا العمل تفصيلي الى حد كبير. ولكن تعال وانظر الى أعماله الأخرى، الى "زوايا الروح" وتينك المعلقتين هناك تحت أسم "مدن الأحلام" و "مدينتي"، ستكشف أن عين الفنان تبتعد كثيراً لترصد المدينة في اطار كلي ومن منظور مختلف برؤية بصرية محلقة في الفضاء؟
    · لكنني ألاحظ أن مجمل الأعمال، هنا، ما هي الا تنويع آخر للمدينة.
    · بالطبع انها ثيمة يشتغل عليها الفنان الى أن يستنفذ ذاته في الموضوع. ففي كل مرة تختلف زاوية النظر لتشكل التجربة مرحلة فنية من مراحل الفنان. ألا تذكر أنت تلك التنويعات الهائلة، عن مدينة "رواة" للفنان نوري الرواي. في سبعينيات القرن الماضي عندما كانت مقيماً في العراق؟
    · لست أنا بل أنت!
    · ها أنت ترواغ كعادتك. ليكن ما أريد أن أقوله هو أن التنويع الذي حققه موسى عمر للمدينة يتجاوز في بعض أعماله الحدود الظاهرية، الساكنة ليدخل الى عمق وزوايا الحراك الاجتماعي. انظر مثلاً الى هذين العملين "من أساطير المدن" و"الأقنعة المزيفة"، انهما عملان يعودان الى البدايات ربما، فيهما يستبصر الفنان بعين الطفل أيضاً، أشكالاً من أقنعة المدينة، بنوع من التعبيرية المتجددة. وأنت تعرف جيداً أن مفهوم "القناع" تشكل أصلاً في المدينة، سواء كانت هذه المدينة أثينا في عهدها القديم أو حتى في الشعر العربي الحديث.
    · للقناع جاذبية السحر.
    · أجل، وهو ببساطة مفهوم "مسرحة"، او المسرح حرااك اجتماعي مديني بامتياز.
    · سأقبل منك هذا الاستطراد، ولكن الى أين تريد أن تصل؟
    · لا أدري .. لكنني أجد في هذين العملين عناصر تعبير عالية، انظر الى الخطوط السميكة، خشونة الأجساد والوجوه الحارة والقوية. أظن أننا أمام أشكال ذات أنماط بدائية.
    · لكن ألم يشتغل موسى عمر على ثيمات أخرى؟
    · بلى، هناك أعمال أشبه بفسحة للراحة، انه يبتعد أو يقترب قليلاً من موتيفاته الأصلية، الأثيرة لديه. ولاحظ أيضاً، أنه لم يتخل عن بهجة اللون كما في عملية "العناق" و"العذراء". وهو أحياناً يصرخ بالألوان ويكاد يقارب حدود التجريد، لكن مجمل القول ان المدن الحالمة، تمتاز أكثر من غيرها بلحظات الصفاء الخالص والاشتغال بدقة وجرفية عاليتين.

    -4-

    · اسمع. سأقول لك أمراً، هناك أعمال تغزى بالسرقة. انها تفرض نفسها عليك. أعماله الأخيرة توحي لي بذلك.
    · هنا بالضبط تكمن قوة اللوحة أو العمل الفني، لكن عليك أن تنتبه الى أن الامتلاك صفة بغيضة. وهناك اشتغالات فنية لا تسلم نفسها لأحد أبداً. لآنها ببساطة تحتفي حال رؤيتها، وما يظل، في الأخير، فانني رأيت بعضها وهي في رأيي تشكل مساراً حاداً في تجربته، فلقد أصبح ذلك الطفل الآن يمتلك بعداً مأساوياً. انه يلقي نظرة رثائية على مدنه الحالمة. ان أعماله الأخيرة تكوين لاندثارات واستنطاق لرموز الموت، أعمال كأنها نحتت فوق سفوح جبل من أزمان غابرة، لقد اختفت ألوانه الحارة المبهجة وأصبحت أقرب لون الى لون التراب و "الجسد الغائب" ان هذه الاشتغالات البارزة والقريبة من العمل النحتي مليئة بالعناصر "الطللية" فهناك القبور والأكفان ورموز حروفية أخرى . فأنت تجد أحيانا سهما هنا وصليبا هناك، قمرا وبقايا حفريات مندثرة باختصار ، إنه مسار الفاجعة والرحيل والألم ألا تزال تفكر بسرقة هكذا أعمال؟
    · يبدو أنني سأغير رأي ولكن دعني أسألك أهناك حقا مقاربة تجريدية في أعمال موسى عمر؟
    · ليس تماما وأنسى الحاج يقول :" أجمل لوحة في صالة الانتظار الحائط عاريا " إنه مقطع من شعري مفارق يمجد التجريد إلى حدوده القصوى إن الانتظار عمل ممل يا عزيزي وأنسي الحاج شاعر ملول بطبعه .
    هامش :
    · كتبت هذه الحوارية استنادا إلى مطوية _المدن الحالمة" الصادر عام 2000 وبعض المعارض التي أقامها الفنان موسى عمر.

    شاعر عماني مقيم في السويد
    زاهر الغافري
    أحبك...أبي للأبد
    20/10ذكرى بعدك عني .....

    الشاعرة و الفنانة التشكيلية و الأديبة العُمانية سوسن إسماعيل"شخصية عالمية مشهورة"
    صفحتي على الفيس بوك :


    سألوني :من أجمل البشر ...فأجبت : أناااا

  5. #15
    ][ ☆المؤسس:الشاعره والرسامه العمانيه المعروفه سوسن إسماعيل ][
    -||[ السيده سوسن المحضار ]||-
    [شاعرة وفنانة و أديبة عالمية©]
    الصورة الرمزية سوسنة إسماعيل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    16,504
    مدني الملونة
    لطالما نظرت إلى الفن على أنه واحة لا تصلها إلا قوافل المصطفين من البشر أولئك الذين تقودهم بوصلة الروح وتدفعهم أشرعة الريح. أولئك الذين أزيل عن عيونهم القذى، وانزاحت عن بصائرهم الغشاوات التي أسدلتها عواصف الرمال المحاصرة للأرواح والأجساد التي تمضي عبر القفار شاقة طريقها تنوء بأحمال الحياة وهمومها. والفن في رأيي ليس وسيلة وأداة للتعبير وللتخاطب مع الآخر فحسب. إنني أرى فيه تلك القوة الخفية المستعصية الكامنة في شغاف الروح. تلك التي تصنع عالما موازيا للواقع المعاش ومتقاطعا معه في آن معا. لذلك فإنني لست ممن يحاكون الواقع وينقلونه نقلا تصويريا مباشرا. إذ كثيرا ما ألجأ إلى استخدام الرمز الذي أرى فيه مساحات تعبيرية شاسعة بحجم السماوات. فأحلق فيها كطائر أسطوري يملك ألف جناح. فأطرق ما شئت من الجهات وأستعير من بريق المجرات بنجومها وكواكبها ما أشاء. مازجا كل ذلك بما يجري حولي من مشاهد مختلفة. لست ممن يسعون إلى استخدام الرمزية المعتمة التي لا توصل إلا إلى الثقوب السوداء التي تبتلع بريق النجمات المتلألئة. رموزي استمدها مما تقودني إليه روحي حين تجنح خارج أسوارها المحكمة.
    لطالما سعيت في أعمالي إلى مقاومة الصمت المطبق بكل ثقله وخفته على روح الإنسان، ذلك المختبئ دوما خلف الجدران وأمامها. أنكش ذلك الصمت وأبعثر مفرداته وأشيائه على بياض اللوحات وبهائها فتتدفق سيولي في كل أروقة العمل الفني فتحطم تلك الجدران أو تعيد بنائها. فيمتلئ حيز اللوحة بروائح المدن والقرى، بليلها وبنهارها، بشموسها وأقمارها، ببصمات أناسها ونقوشهم على جدرانها، وبذلك القدر الذي يمضي بالإنسان قدما إما نحو لب الأرض أو باتجاه عنان السماء. الفن وجه الحياة الأوحد.
    البيئة الشعبية التي أرصدها في أعمالي ببيوتها وأزقتها وكائناتها هي استكناه للحب والكره والحزن واليأس والابتهاج التي تهيمن على أرواح البشر الذين تلتقطهم عدسة عيني التي لا تكف عن البحث عن شيء لا تعلمه إلا الروح الخفية. تدهشني كثيرا بصمات الإنسان على الجدران. أرى أنها انعكاس وتسجيل لما تختزنه الذاكرة من مشاعر وأحداث وهموم. أليست البصمات أبرز ما يميزنا عن بعض نحن بنو البشر؟ تجذبني أيضا الكتابات والرموز المنقوشة على الجدران وكذلك النقوش التقليدية على الأبنية القديمة وعلى الأزياء والأدوات القديمة. كل هذه العناصر تملأ سماوات لوحاتي، تنسكب فيها كماء المطر لحظة ملامستي لسطح اللوحة. لست منبتا من سياقي الذي عثرت فيه على نفسي ولذلك فأعمالي تعكس بعضا من أوجه وتجليات ذلك السياق الإنساني بكل جماله وقبحه.
    يدهشني الشعر واستمد منه أنساغ لوحاتي ومفرداتها العصية والخفية. إنني أدين للشعر تعميقه لرؤيتي لكل عناصر الكون ومخلوقاته. يأخذني شعر المتصوفة إلى أصقاع لم تكن لتطأها حوافر خيولي لولاه، فأدخل عالما حلميا مليئا بمدن ملونة غائرة في تضاعيف ومنعرجات الكون. لست ضد الجغرافيا لكن روحي تأبى أن تحددها أمكنة بعينها. لذلك فمدني الملونة يمكن أن يراها المرء في كل مكان. لست أسعى في هذا الكتاب إلا إلى إشعال فتيل قنديل صغير يمكّنكم من السير في أزقة مدني الملونة. تلك المدن التي لم تكن لتنشأ وتتلون لولا ذلك الإلهام الشفيف الذي صنعته في داخلي أمي التي حلقت روحها نحو السماوات العلية. أمي التي كانت تجمع قصاصات الجرائد التي تنشر لوحاتي لتخبأها تحت وسادتي. لا زلت أتساءل حتى اللحظة عن سر اختيارها لهذا المكان.. للوسادة دونا عن غيرها!!! مدني لم أكن لأبنيها كذلك لولا يد أبي.. تلك اليد الحانية التي أجدها تربت على كتفي في كل لحظة، وعند كل منعطف، وعند كل نجمة أقتطفها من السماء لأضعها في فضاء لوحتي. بعينيهما وأصابعهما شيدت ولونت كل مدني الحالمة.
    مـوسى عمـــــر
    مسقط
    ديسمبر 2006م
    أحبك...أبي للأبد
    20/10ذكرى بعدك عني .....

    الشاعرة و الفنانة التشكيلية و الأديبة العُمانية سوسن إسماعيل"شخصية عالمية مشهورة"
    صفحتي على الفيس بوك :


    سألوني :من أجمل البشر ...فأجبت : أناااا

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك