الدروس التربوية من حياة الدكتور / عبد الرحمن السميط
    أماسي الشاعرة الشهيرة السوسنه بنت إسماعيل    وردة السلطان قابوس    إني فتنت      فخر الأمه    لا تَسألوني عَنْ حُدودِ هَيامي!    قابوس أنت العيد انت الجائزه     تجديد العهد    بمناسبة عودة  الغالي مولانا حضرة صاحب الجلاله حفظه الله    في وصف سيد النبلاء     شخصيةٌ لم تأتها الأعوام    حفل تدشين السوسنه .نت    حفل السوسنه .نت2     منبر الشاعره الأصيله زيانه الحجيه     ملك الحرف أبي الغالي الشاعر إسماعيل اليماني



+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1
    مشرفة القسم الإسلامي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    المشاركات
    49

    الدروس التربوية من حياة الدكتور / عبد الرحمن السميط

    عبدالرحمن السميط، خادم الفقراء الأيتام، هكذا يحبُّ أن يسمِّي نفسه، لَم يَفْخَر بنفسه في حين أنَّ الخليج يفتخر به، على عادة المصلِحين من أهل السُّنة أن يَفخر بهم أهلوهم، أتناول في هذه الورقات: التَّعريفَ به، وأهمَّ الدُّروس التربويَّة من حياته.

    التعريف به
    :

    هو الدكتور
    : عبدالرحمن حمود السميط، رئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر (مسلمي إفريقيا سابقًا)، تخرَّج من جامعة بغداد بعد أن حصل على بكالوريوس الطبِّ والجراحة، حصل على دبلوم أمراض مناطق حارَّة من جامعة ليفربول عام 1974م، واستكمل دراساته العليا في جامعة ماكجل الكنديَّة، متخصِّصًا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي، عمل إخصائيًّا في مستشفى الصباح في الفترة من 1980 - 1983م، ونشر العديد من الأبحاث العلميَّة والطبية في مجال القولون والفحص بالمنظار لأورام السرطان، كما أصدر أربعة كتب هي: "لبيك إفريقيا"، و"دمعة على إفريقيا"، "رسالة إلى ولدي"، "العرب والمسلمون في مدغشقر"، بالإضافة إلى العديد من البحوث وأوراق العمل ومئات المقالات التي نُشِرت في صحف متنوِّعة.

    هذا قدرٌ كافٍ للتعريف به، إلاَّ أن الأهم للدُّعاة والمُربِّين وأهل الإصلاح الالتفات إلى الدُّروس التربويَّة، واللفتات الدَّعوية من الرحلة الإفريقيَّة للدكتور السميط، واستنباط معانٍ دعويَّة، واستخلاص تجارب تختصر علينا كثيرًا من الزَّمن، ولعلِّي أُسهِم بشيء مما تأمَّلتُه في حياة الدكتور، فاتحًا بابَ الاستنتاج التربويِّ والدعوي من حياته لإخواني الدعاة.

    الدُّروس التربويَّة من حياة السميط
    :

    1- الله يهيِّئ أفرادًا لأعمال مستقبلية:

    قال الدكتور السميط: "منذ كان عمري خمس سنوات وأنا دائمًا أتصوَّر أنِّي في إفريقيا والغابات، وأذكر أنِّي كانت عندي عصًا أنام وأضَعُها بجانبي، عصًا تابعة للكشَّافة لأجْل الأفاعي، وتعلَّمتُ كيف أصيد الأفاعي السامَّة".
    وهذا من تَهْيئة الله لبعض عباده، ومن تأمَّل قصصَ كثيرٍ من الناجحين، تبيَّن له أنَّ فكرة مشروعه كانت تُراوده في الصِّغَر؛ إمَّا بخيال أو بتفكير.
    وهذا يجعل المربِّي يلتفت إلى أحوال مربِّيه، ويقتنص تهيئةَ الله لهم إنْ وفَّقه الله إلى ذلك؛ ليصنع ما يتوافق مع حال المتربِّي.

    2- التواضع هَدْي نبوَّة:

    أثناء مقابلتي الوحيدة للدكتور في مُحافظة حفر الباطن، كان يغضب حين يُسمَّى "الداعية الكبير"، أو "فضيلة الشيخ"، ويظهَرُ الغضب من خلال اعتراضه وقسمات وجهه، واللَّقب الذي يحبُّه، ويذيِّل اسمه به دائمًا: خادم الفقراء والأيتام، وحينما سُئِل: "هل أنت داعية أم ماذا؟ قال: أنا أبسط من أن أكون داعية، فما زلتُ في بداية الدَّرْب، والدعوة حقيقةً أكبَرُ منِّي".
    لا يجتمع في قلب الداعيةِ المصلح (الكِبْر والدَّعوة)؛ فإنْ خالطَ الداعيةَ شيءٌ من كِبْر، نقص من نَفْع بركة دعوته بقدر ما داخلَ الكبْرُ قلبه، نعوذ بالله من ذلك.

    3- تنمية المواهب والقدرات:

    "يَحكي المقرَّبون منه أنَّ الدكتور السميط بدأ العمل الخيريَّ وأعمال البِرِّ منذ صغره؛ ففي المرحلة الثانويَّة، أراد مع بعض أصدقائه أن يقوموا بعمل تطوُّعي، فقاموا بجمع مبلغٍ من المال من مصروفهم اليوميِّ، واشتروا سيارة، وكان يقوم أحدُ أفراد المجموعة بعد انتهاء دوامه بنقل العُمَّال البُسَطاء إلى أماكن عمَلِهم، أو إلى بيوتِهم دون مقابل".
    لدينا في المجتمع قدراتٌ وطاقات تحتاج إلى عملَيْن دعوِيَّيْن: الاستِكْشاف، والتَّنمية.
    ولئن تخلَّت المَحاضن الحكوميَّة عن دورها في ذلك، فمن المتعين على المراكز الدعويَّة والمحاضن التربويَّة المبادرةُ لذلك، فالطاقة والموهبة التي تمتَّع بها الدكتور السميط في المرحلة الثانويَّة لها نظائر في واقعنا المعاصر، ويبقى التحدِّي مفروضًا على المربِّين في اكتشافها ومتابعتها.

    4- زرع التحدِّي عند الداعية:

    يقول الدكتور
    : "ليس مِن عادتي أنْ أَرجع دون قرية كنت أنوي الذَّهاب لها"، وإذا استعرضنا العقبات التي تعرَّضْنا لها في إفريقيا، أدركنا أنَّ الداعية لا بد أن يتربَّى على روح التحدِّي والإصرار، وبهذا:
    تتجدَّد الهمة في قلبه.
    تزول الانهزامية لديه.

    5- الله عند قلوب المساكين:

    مَن يقرأ القرآن المكِّي، والنَّهج النبويَّ في الفترة المكيَّة، يلحظ أنَّها اعتنَتْ بالفئة الضعيفة في المجتمع، ومنهم: الفقراء والأيتام، والأرامل والأسرى؛ كما قال تعالى: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾ [الإنسان: 8].

    لَم تكن إفريقيا خيارًا اضطراريًّا للدكتور السميط؛ فقد كانت أوربا الجميلة الفاتنة خيارًا ممكنًا، كما قال: "كان بإمكاننا أن نعيش في كندا، كان بإمكاننا أن نعيش في أوروبا، وعُرِضت علينا فُرَص رفَضْناها، ورفضت حتَّى الإقامة في الكويت".

    وهذا يحتِّم على الدُّعاة الالتفاتَ للمناطق الضعيفة والفئات المُحتاجة، وعدم الاقتصار على العمل الدعويِّ في المجتمعات المتحضِّرة، واللقاء بالطَّبقات الغنيَّة.

    6- الثبات والاستمرار في العمل الدعوي:

    كان عمر بن الخطَّاب يُرسِل الصَّحابة الكرام إلى البلدان والأمصار، فاتَّفَق مولدهم في الحجاز، واختلفَتْ قبورهم على أنحاء الأمصار الإسلاميَّة.
    حينما سُئِل الدكتور السميط: "متى تُلقِي عصا التَّرحال؟" قال: "سأُلقي عصا الترحال يوم أن تضمن الجنَّة لي، وما دمت دون ذلك فلا مفرَّ من العمل حتَّى يأتي اليقين".
    وقال: "كان بالإمكان أن أعيش بالكويت مؤخَّرًا، بعدما شعرت أنِّي قضيتُ فترة من حياتي، كان بالإمكان أن نقضِيَها في عملٍ خيري أفضل".
    هذه الخاطرة التي ذكَرَها الدكتور كثيرًا ما تَطْرأ على العاملين في الحقل الدعويِّ حيث يظنُّ الشخص أنه أدَّى دورًا مشكورًا وبحاجةٍ إلى الاعتزال، وكان من نتائج ذلك ضَعْفُ الأعمال وتخلُّف بعضها، إنَّ دور الداعية ينتهي بموت صاحبه، بينما يبقى مشروعه مستمرًّا.

    7- الداعية والمعاناة الدعوية:

    طريق الدَّعوة إلى الله طريقٌ شاق، محفوفٌ بالمَكاره، فمن الأخطاء الدعويَّة أن ينظر الداعيةُ للمكان المريح، وتوفر الخدمات أكثر من نظرته للحاجة الدَّعوية الماسَّة.

    يقول السميط عن البلدة التي سكَنَها: "أنا أعيش في قريةٍ يَنْقطع فيها الكهرباء والماء يوميًّا، وهذا بالنسبة لي شخصيًّا شيءٌ كثير؛ لأني مصاب بالسكَّري، وأستخدم إِبَر الأنسولين خمسَ مرات في اليوم، وعندي أدوية لا بد أن أضعها في الثلاَّجة، أنا أعيش في قريةٍ حتَّى كيس النايلون لشراء أيِّ حاجة بالسوق لا أتحصل عليه بيسر، أنا أعيش في قريةٍ لا يوجد فيها أشياء كثيرة مما تعارَفْنا عليه أنا وأنت على أنَّه من أساسيات الحياة".
    أليس من الغَبْن الدعويِّ أن تُترك الدعوة في القرى والهجر؛ لقصور خدماتها، أو لِبُعدها عن الموطن الأصلي؟ من المتقَرر في السُّنن الدعوية أن النَّجاح على قدر المعاناة.

    8- أسرة الداعية مَدَدٌ وعون له:

    كثيرًا ما ينفرِدُ الداعية بالعمل الدعويِّ ويحاول تنحيةَ أسرته، خاصَّة حينما يكون العمل شاقًّا، فيُشْفِق الداعية على أسرته من المعاناة، بينما تُعَدُّ الأسرة بمثابة خطِّ الإمداد للدَّاعية، يساعدونه في عمله، ويقتدون بسلوكه، ويقدِّرون كثيرًا من ظروفه وأحواله.

    يَذْكر لنا الدكتور السميط تجربته في إشراك أسرته - وليس زوجته فحَسْب - في العمل الدعوي، فيقول: "أنا عشتُ في إفريقيا 26 سنة، أهلي كانوا بالكويت، ويلتحقون معي في فترة الصيف؛ لأنَّ أولادي ما كانوا يعرفونني إذا رجعتُ للكويت، أولادي الصِّغار خاصَّة يهربون منِّي، فيَجِيئون معي إلى إفريقيا، وننام في المساجد الطينيَّة، وفي الغابات، وأحيانًا نبقى يومين وثلاثة وخمسة نأكل موزًا في الفطور والغداء والعشاء"!

    ويصف لنا إحدى معاناتِه وكيف حوَّرَها درسًا تربويًّا، فيقول: "لما ملَّ أولادي أكْلَ الموز ثلاثة أيام، طلبوا أيَّ شيء ساخنٍ كالبيض مثلاً، فرفضتُ طلبهم؛ لأننا بعد يومين سنَصِل إلى مدينةٍ فيها كلُّ شيء، لكنهم أصَرُّوا فاشترَوْا من أهل الأكواخ بيضًا، من كلِّ كوخ بيضة أو بيضتين، فلمَّا طبخوها خرجَتْ فاسدةً كلها، فقلتُ: هذه عقوبةٌ من الله لكم"!

    9- الهمَّة تتحدَّى الأمراض:

    إنَّ أحوج زادٍ يحتاج إليه الداعية: أن يُشبِع روحه من الهمة العالية، إنَّ الصحة البدنيَّة تأتي في مَنْزلة متأخِّرة إذا قُورِنَت بالهمة والإرادة، إنَّ فاتح إفريقيا ومجدِّدها الدكتور السميط، يقول عن أمراضه العضويَّة: "فعندي عشراتُ الأمراض من جلطة بالقلب مرَّتين، وجلطة بالمخ، مع شلل قد زال، والحمد لله، وارتفاعٍ في ضغط الدَّم، ومرض السكَّري، وجلطات في السَّاق، وخشونةٍ في الرُّكبة تَمْنعني من الصلاة دون كرسي، وارتفاع في الكولسترول، ونزيفٍ في العين وغيرها كثير، ولكن مَنْ ينقذني من الحساب يوم يشكوني الناس في إفريقيا بأنني لم أسْعَ إلى هدايتهم".

    مع قائمة الأمراض الطويلة، أصبح يَعمل عملاً لَم تصل إليه دُولٌ بَعْد، وذلك بالهمَّة العالية والإرادة الجازمة، فإذا صحَّ العزم هان الطلب، وزال المرض، واضمحلَّ العائق.

    10- الانقطاع للعمل الدعوي يجعله فريدًا:

    مِمَّا يعيق بعض الأعمال الدعوية: أن صاحبها يُعطيها فضولاً من وقته، قد يكون ذلك مقبولاً في بعض الحالات حسبَ التقديرات الدعويَّة، إلا أنه مرفوضٌ تَمامًا في العمل الذي يُوازي حجم الأمَّة بكاملها، إذا سَمِعنا الدكتور السميط يتحدَّث عن عمَلِه، عرَفْنا سرَّ التفوُّق في عِلمه، فيقول عن نفسه: "أنا ما عندي تلفاز، أنا أقدر أن آتي به، لكن أنا رفضتُ أن أشتري تلفازًا، ولا راديو، ولا جرائد، أنا أريد أن أعيش لهؤلاء فقط، ما عندي همٌّ غير هؤلاء".

    الجملة الأخيرة هي سرُّ نجاحه؛ فالانقطاع في العمل الدعويِّ يجعل فِكْر الداعية واهتمامَه ونظرته تتَّحِد إلى جزءٍ محدَّد، يركِّز فيه عملَه وتطويره، ويعيشه في كلِّ لحظة، وهذا الشعور يجعلنا نفهم قول عمر بنِ الخطاب - رضي الله عنه -: "إنِّي لأجهِّز الجيوش وأنا في الصَّلاة".

  2. #2
    مريم
    شخصية مهمه في تاريخ السوسنه

  3. #3
    خليل المحبه
    شخصية مهمه في تاريخ السوسنه
    الأخت المشرفه المبدعه والمميزه نبراس الخير ،معلومات رائعه لأول مره أعرفها عن الداعيه جزاك الله كل الخير ورزقنا أن نكون ممن يخدمون الدين الحنيف

  4. #4
    ][ ☆المؤسس:الشاعره والرسامه العمانيه المعروفه سوسن إسماعيل ][
    -||[ السيده سوسن المحضار ]||-
    [شاعرة وفنانة و أديبة عالمية©]
    الصورة الرمزية سوسنة إسماعيل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    16,504




    حياة حافله بالعطاء
    ماشاء الله
    بوركتي غاليتي على كل هذه المعلومات والنبذه الرائعه عن الدكتور عبدالرحمن السميط
    جزاك الله خيرا
    أحبك...أبي للأبد
    20/10ذكرى بعدك عني .....

    الشاعرة و الفنانة التشكيلية و الأديبة العُمانية سوسن إسماعيل"شخصية عالمية مشهورة"
    صفحتي على الفيس بوك :


    سألوني :من أجمل البشر ...فأجبت : أناااا

  5. #5
    توني دريت
    شخصية مهمه في تاريخ السوسنه
    من تواضع لله رفعه وفعلا نبذه رائعه عن الشيخ الجليل عبدالرحمن السميط

  6. #6
    كتاب الفجر
    شخصية مهمه في تاريخ السوسنه
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشرفتنا الأخت القديره نبراس الخير،الدعوه أمر صعب وله عوائق ويتحتم على الداعيه أن يكون ملم بالدين وبأساليب الدعوه والدكتور من الدعاه الذين كرسوا حياتهم لخدمة هذا الدين رغم المصاعب ولكن نالوا شرفا وأيما شرف يكفي إن هدى الله على يديه للدين القويم أشكرك جداعلى هذه النبذه الطيبه المباركه

  7. #7
    رهايف
    شخصية مهمه في تاريخ السوسنه
    بارك الله فيك أختي نبراس وجزاك خير الجزاء

  8. #8
    بنت العاصمه
    شخصية مهمه في تاريخ السوسنه
    سبحان الله ،الله يرزقنا يارب نكون مثل الدكتور عبدالرحمن ولو قليلا ،شكرا غلاي

+ الرد على الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك