القرى التي تتوزع في جبل شمس هي قرى صغيرة لدرجة أن بعضها تتكون من عدد بسيط من المنازل وهي في معظمها مساكن متواضعة تتناسب ومستوى الحياة الجبلية إلا أن الأهالي متشبثون ورغم قسوة الظروف المعيشية بمسقط رأسهم وحبهم الخالد لهذا المكان رغم علوه الشاهق عن أماكن الخدمات الأساسية للحياة اليومية، والوصول إلى هذا الجبل يتم عن طريق الدخول إلى ولاية الحمراء ومن ثم الانعطاف باتجاه الطريق المؤدي الجبل حيث يمر بك الطريق الصاعد للجبل في مسار متعرج يتيح لك الإطلاع على بعض من جوانب المعالم السياحية الأخرى ومن أهمها المرور على معالم قرية غول القديمة وهي عبارة عن قرية تتجلى مبانيها الطينية على حافة الجبل في الجهة المقابلة من الطريق الصاعد وتظهر هذه القرية بمبانيها الطينية والحجرية في تناسق مع المزارع الموجودة أسفل الجبل، وأثناء صعودك للجبل تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض حينها ستبدأ بملاحظة كثرة نمو الأشجار البرية التي تتوزع على جانبي الطريق وكذلك في مجاري الأودية التي تنحدر في الفوالق الصخرية. ، ويمكن للسائح رؤية أشجار الجبل البرية التي تنمو بكثرة في المناطق المرتفعة ومنها شجرة العلعلان وأشجار العتم (الزيتون البري) وهي أشجار دائمة الخضرة ومتوسطة الحجم ذات ثمار سوداء، إضافة إلى بعض النباتات الصغيرة منها ( الشوع، الجعدي، ونبتة الضجع).
ويتميز جبل شمس بطقسه الذي يكون باردا في فصل الشتاء ومعتدلا صيفا لذا يقصده السياح في أشهر الصيف الحارة للاستمتاع بطقسه العليل والاستجمام لبعض الوقت بعيدا عن حرارة الشمس المرتفعة، ونظرا للعدد القليل الذين يقطنون هذا الجبل فهو يتميز بالهدوء بعيدا عن ضجيج المدن حيث يوفر في كثير من تفرعاته ومرتفعاته أماكن جميلة للتخييم والاستراحة لذلك نجد الكثير من السياح من محبي التخييم في المناطق الجبلية والطبيعية البكر يقصدون هذا الجبل من أحل قضاء أجمل الأوقات بين تقاسيم الجبل حيث يستمتع السياح من خلال زيارتهم بمنظر شروق الشمس وغروبها الذي يمكن أن يتابعه الواقف على هذا الارتفاع الشاهق في صورة نادرة يرتسم من خلال التمعن في هذا المنظر البديع مجال واسع لجمال الطبيعة الساحرة التي تتميز بها ارض السلطنة فهذا المشهد ومن خلال ما يسترسل منه من أشعة الشمس أثناء شروق الشمس وغروبها تمثل أفضل الأوقات للسائح الذي من خلاله يمكنه معايشة بزوغ ورحيل يوم جديد من أعلى قمة جبلية في السلطنة، ونظرا لأن الجبل يحتضن الكثير من القرى المختلفة فإن التناسق الجمالي لهذه القرى الصغيرة يضفي نوعا من الحياة لهذا الجبل فالأهالي يعتمدون في غالب الأحيان على الكثير من الصناعات اليدوية واشهر صناعاتهم هي النسيج التي تكاد تكون شهرتها تعم معظم أرجاء السلطنة، حيث ينتج الأهالي في كثي من الأحيان الكثير من أنواع النسيج الذي نراه اليوم في معظم المنازل المدنية والبدوية نتيجة لجمال ما ينتجه هؤلاء الحرفيون.

ويضم هذا الجبل على مقربة من قمته العالية هوة عظيمة تعتبر من الأماكن الجميلة التي يقصدها السائح وهي عبارة عن مقطع عميق في قلب الصخر يمكن أن يطل عليها السائح من أعلى المنطقة التي تشرف رأسيا على موقع الهوة، حيث يظهر أسفل هذه المنطقة مقاطع من الصخور التي صاغتها عوامل التعرية في أشكال مختلفة وعلى عمق سحيق جدا، وهذه الهوة تستهوي زيارة كثير من السياح الأجانب الذين يزورون هذا الجبل فعند رؤيتها للوهلة الأولى تسرح بفكرك المتأمل في مدى ما صاغته الطبيعة على مدار ملايين السنيين لتكوين هذا النحت المترامي في أسفل هذا الجبل الشاهق فهي بالنسبة للسائح الذي لا يستهويه التمعن في جغرافية الأرض قد تكون مجرد منظر عابر لعمق شديد تحتضنه هذه الصخور بينما لمحب التمعن في التكوينات الجغرافية في تمثل إثراء هائلا لإشباع ما يبحث عنه في المجال الواسع لمفهوم الجغرافية والتكوينات الجيولوجية.

لذا فإن هذه القمة الجبلية التي تحتضن الكثير من مفردات الطبيعة البكر تمثل وجهة سياحية فريدة وخاصة في موسم الصيف الذي يبحث فيه الناس عن الأماكن التي تتميز بطقسها المعتدل لتظل الزيارة إلى هذا الجبل الشامخ في ذاكرة زائره كشموخ قممه العالية. م ن