تركواز 4
كان الجنين يتحرك في بطني و موسى يسألني عن ما أشتهيه فأقول بخجل "صفارد"!!
كنت ألتهم هذه الطيور بشراهة رغم أني كنت أعتبرها شيئاً مقززا سابقا ولأني كنت الأجمل فكان الجميع يعاملني كملكه،لكني لم أعد أرتدي التركواز فملابسي كان جميعا من إنتقاء عمتي التي كانت تحب الألوان ولا تتمسك بلون موحد،وكانت عاداتها مختلفه جدا عن عادات جدي وأبي ،فقد كانت أكبر عماتي وتزوجت حتى قبل ولادت أبي من رجل قوي كان يدير أمور حياته بثبات وكان يعشقها بثبات فكان عائلتهم لا تهتز بأي مشكله وكان مركبهم يعبر في كل المحيطات بسلام أياً كانت الأنواء،ورث موسى منهما ذات القوة والصلابة ورقة القلب وكان يعاملني كطفلة يخشى علي من كل شيء وألزمني بإرتداء الحجاب و إرتداء الويل لندني الذي لم يكن مقبولا في منزلنا بينما كان إلزاماً في منزلهم،بدأت أشعر بما تعنيه الحياة الزوجية و وجدت فيه خير شريك وأنجبت ولدين في الثلاثة أعوام الأولى ثم أصبحت المراءة الأولى في منزل عمتي لطيب نسبي ولإنجابي لولدين ذكور في عائلة تعج بالفتيات ،كانت هدايا عمتي كلها من الذهب والألماس و الأحجار وكان لا بد أن أرتدي طوقا من الذهب في كل يوم وثوباً جديداً في كل مناسبه
مما أثار غيرت نساء الحاره و مما دفع عمتي لإبقائي بعيدة عن المناسبات الإجتماعية فعدت مجددا للحياة الهادئه التي أحب ،موسى كان كثير السفر وبعد أن بلغ أبني الأكبر العاشرة بداء يأخذه معه أينما ذهب خصوصا في العطل المدرسية و إجازات الأسبوع ثم أخذ ابني الآخر معه فبقيت وحيدة أقرأ كتابا أو أكتب قصيدة أو أجالس عمتي في كل مساء لتحكي لي عن الماضي و الحاضر وما يجري من قصص في حلتنا ، لم تكن تروق لي الحكايا بقدر ما كانت تروق لي حكايات عمتي و التعليقات الطريفة التي كانت تتخل حديثها مما كان يجعلنا نضحك بجنون ونحن نحتسي الشاي المزعفر مع المكسرات الإيرانية التي كنا نبتاعها من حيدر!