مذكرات شاعرة عُمانيه
بقلم سوسنة إسماعيل



مذكراة شاعـــرة عُمانيه



فقط عيناي كانتا تتحدثان على إتساعهما لم تستطع أحداقي رغم هذا إحتضان الصورة!
كمثلكِ جميلٌ كل شيء!...همسها في أذني ثم رحل
الساعه لم تكن تنتظر على قارعة الطريق كمثلي ؟!
لم يتأثر من البُعد إلا أنتِ يا صغيره ...!
كانت كل الوجوه في مسقط العاصمه غريبة،حاولت إمتطاء حلمي لكنه لم يتحرك!
حتى الأشياء المجمده لم تشعرني بالبرد...رغم رعشة كفاي وانا لا أنتظر لقاءه!



في الساعه السادسه عصراً إلا وجع
إسمي سوسن وعندي من الأخطاء ما يشرفني !
نظر إللي بنظرات غريبه ذلك الرجل الذي كان من المفترض أن يكون مسؤلا عني في فترة لاحقه.سألني من أنتي ؟فقلت سوسن...إبتسم :قال :أكل النساء في عمان بهذا الجمال ؟ثم ساد الصمت!

منذ نعومة أضفاري أمتلك ملكة القياده ولا أقصد رخصة القياده التي يتوجب علينا أن نتخلى عن بضعة أشياء لنحصل عليها ! ربما كما أفتاني أحد المعلمين في مدرسة تعليم القياده!

بل أقصد قيادة الموقف وقيادة الحوار وقيادة الأرواح وقيادة الذات !
لم أشعر ان أحداً يهمني في هذا العالم بقدر إهتمامي لأن لا أجذب إليَّ الأبصار
مباشرة وبغير إختبار ولربما ليس لحسني فالشعب التركي لا زال بخير!

اوكل إلي الكثير من الاعمال وأصبح تحت إمرتي الكثير من الرجال !
نعم سوسنه تلك الأنا التي لم ترتدي العباءه لما بعد الكليه والتلك الفتاه التي لم تتحدث لرجل غير والدها وتلك الفتاه التي لا تعرف إلا أن عوالم الخجل أصبحت مسؤوله عن رجال!

لرغبتي في أن أثبت أناي تم قبول العرض وتهلل وجه زميلي في المكتب لرؤيتي ،ولأكثر من مره أعاد علي أنني أشبه الفنانات ! أو نساء السينما بالرغم من حجابي !وللأسف فقد أزيلت منه عقدتُ التحدث إلى النساء!


كان الكثير من الزملاء يتحاشدون أمام باب المكتب الزجاجي (في أحد أماكن عملي سابقا)،وأصبح المكتب المقطوع مزاراً يتبارك فيه وبه وله وعليه!(لربما هو أمر عظيم أن تعمل مع شاعره!)
كلامي قليل وإبتسامتي لا تفارق شفتي .يقيني بالله وأخلاقي كما علمني الشاعر أبي!
ملفته ! إلى حد العجب ولا أمتدح نفسي فالنفس أماره بالسوء!
تصنعت التواضع وأما الغباء فهو راثه ،واصلوا الإعجاب وواصلت الإبتعاد!

يومي مزحوم بالأشعار ،وكثيراً ما إحترقت في إنتظار أن أجد وقتاً لأمسك القلم وكثيراً ما أغوتني قصيده لأهرب إلى الدرج بهاتفي لأحفظها في مسودات جهازي!

بعض الرجال تعجبهم كل النساء ! ولكني أعلم أن المرأه لا يعجبها إلا رجل واحد!
فكيف وهي أنا
لم أتعود الغرور ولا أحب الطواويس،ربما إنعزالي كما أسموه غرور ولكني أعلم أنه سمو!
كنت ادرك عدد القلوب التي تخفق في كل لحظه!وكنت ادرك أني وأنا على مقعدي أعاني من فقدي لذلك الرجل!


العمر لا يهمي،الجمال لا يهمني ،وآخر صيحات الموضه لا تروق لي .
أعيش بذائقتي أأكل ما أشتهي وأرتدي ما يروق لي !
تكدس الورق على نافذتي في ذلك المساء من شهر يوليو،
كانت الكلمات تغريني للبوح وكان الصداع لم يزرني منذ شهور!
فمخدرٌ لي البوح ويزيد اني أردفته بلوحة أراى فيها ضحايا الوهم ومجانين العظمه!


أحبك ،ألا تفكرين بالحب،ألا تشعرين أنك وحيده،وغيرها من المقولات الساذجه بادلتها بإبتسام ومضيت إلى قدري!


*

في يوم السابع من شهر نوفمبر لم يعد لدي سوى بغض كلمات ،كان لا بد أن أتحدث وأنا تعودت الحديث لأختي فقط!،أجري الإتصال ولم أكن أعلم أنني متحدثه بارعه
قال لي القدر أن الرجل الوسيم يصل إلى قمة السلم أما المرأه الجميله فلا تتعدى المنتصف!


قررت أن أكسر القواعد كعادتي ،وتذكرت تلك الساحه الممتده أسفل الشجرة العجوز،فقط كنت ادعوا أن لا تمر أي سياره من هناك!
تمددت على العشب ،إذا أخيراً حققت طموحي في أن أستلقي على عشب أظلته تلك الشجره ! أجبرت زميلتي على إلتقاط صورة لي مع ذلك المشهد التاريخي !
لم تكن كلمة شقيه او مجنونه امراً جديداً ،ضحكت وتلقيتها من شفتيها بصدر رحب!




يالها من ذاكره ،لم انسى حين أغراني أحد الشباب بطريقة جلوسه على ضفاف أحد شواطئ القرم الفارهه ،عشقي لأن أحقق حلمي في الجلوس وحيده أتأمل البحر وألقي بما أثقل كاهلي في عمقه!(وكم كنت مغفله بإعتقادي أن إضاعتي لدفتر المحاضرات يعتبر هماً !!)
طال أنتظاري أن يتحرك،لكنه كان يرسل نظراته للبحر وكان يضع نعله على ذات المقعد !
تمكنت بعد ساعات أن أحصل على برهه على ذات المقعد ،ساعتها احسست اني ملكة متوجه ،نمت ليلتها وأنا أبتسم! ما اجمل أن تكون بحرية رجل ولو لبرهه!


*

في الصف الأول الإبتدائي كنت أرفض إلا أن يذكر إسمي مقروناً بشاعره ! ولا ضير أن سبقها شاعره ورسامه! كنت الفتاه الوحيده التي تحكم سبعة اولاد أصغرهم في الروضه وأكبرهم في الصف الرابع!كانت لعبة علي بابا والأربعين حرامي هي لعبتي المفضله ،وكم أخفيت شعري الأسود الطويل تحت حجابي الذي تحول إلى عمامة وطرفه إلى لثام يكشف عيناي فقط!
كنت أعود للصف وكأن لم يحدث شيء،وكان قومي والموالين من يتحملون كسر المسطره على أصابعهم ! سمعت ان أحدهم أصبح مهندساً والآخر لازال شاعر لكنه لم يرضي ذائقتي بنص إلى الآن!وأحدهم مات منذ عام في حادث سياره وأحترق!
الطفوله لا تعني دائما مرحلة الشباب فقد تنطفئ الطفوله في وقتها قبل أن تشوهها تجاعيد الزمن!



أحياناً يسحبنا الزمن من أيدينا ليعمينا عن الحقيقه،أولياء الله وأحباءه فقط من يستطيعون الإبصار في آنِ مع البصيره!كيف أستعيد ثقتي بالعالم ،كان علي أن أرى مدى ثقتي بربي فوجدتها راسخه في لب الروح والقلب،اما ثقتي بنفسي فحدث ولا حرج!
العالم أصغر في عيني من أن أعطيه الثقه ،كيف وهي الدنيا، إذا كان لابد من السمو إلى سماء الروح والفكر!

دائماً كنت اتلهف لذلك الرجل الذي أوهمني بنقاءه وكنت أدرك أن الحياه ستكشف آخر الأقنعه،رددت على وترٍ الصمت،،،،


وأنا في حكايتي حلمِ
أبد ما فسره لي.........
وأنا اللي ما قريت إلا كفوف الزيف ،،،!


ياه حين نضع النقط بدون حروف !



*وللذكرى بقيه!