تركواز 3:
البيت الكبير الذي احتضن طفولتي كان دافئاً ،مراجل العيش واللحم كانت كبيره و كانت النار لا تنطفئ!!بيذامة جارتنا كانت أكبر أهداف سرقاتنا أنا وأبن عمتي وبنت الجيران،وزيتونة جدي كانت مغرية برائحتها العطره والتي كانت تجذب الدبابير إليها بشبق والتي لم تكن أيادينا تمتد إليها بالرغم من أنها أقصر بكثير من بيذامة جاراتنا!!
تدلي الفرصاد كان مغري واللمبج كان حامضا جدا في فمي ولكني كنت أثبت شجاعتي بإلتهام حباته !التوريانه كانت مثيره بحبيباتها الصغيره المره و الهمباه التي كنت أعشقها كانت شهيه وهي تتدلى بالحدال اللذيذ.نادرا ما كنا نأكلها كثمره ناضجه فشوقنا كان أكبر لقضمها مع قشرتها السميكه،الخادمه كانت تحنيني في كل شهر مره أو مرتين إلا في الأعياد حين كانت دائما يدي تحوي بقايا من الحناء القديم ما يمنع وضع حناء جديد في يدي،
جدي ألقى اللعنة على شريفه التي هربت مع عبد أسود إلى ممباسا على حد قوله و قطع علاقته مع الجميع وتحول إلى شبح لا يبتسم من هول الصدمة! ليتوفى بعدها بثمان سنين ليرحمه الله حين كانت كل عماتي في ممباسا بعد ذلك ،فلعل الله خفف عليه ما كان يعتبره عار ا بينما اعتبرته عماتي حباً و هناء!
حيدر بكى كثيراً على جدي بكى جدا جدا جدا...!
مراد كان يأتي مع أولاده الثلاثه دائما ليرشوا الماء على قبر جدي...وأنا أصبحت ثمرة ناضجه!
تركواز 3:
رمل قبر أمي دافئ...قدمي ترتعش ولأول مره بكى أبي !،
حيدر قال لي: سورزات عظم الله أجركم بنتي...
و كنت لأول مره أفهم ما يقوله لي فلهجته كانت صعبه جدا علي سابقاً ...لربما صعوبة الموقف الذي كنت أعيشه كانت أكبر!
حين حاولت الخروج ارتطم جسدي بجسد مراد فكل منا لم يكن قادرا على التركيز! وبتلقائيه مرت يده على صدري ليمس ما علق بثوبي من تراب قبر أمي الذي كان قد حفره !
لم أشعر بالخجل ولا الخوف ولا أي شيء تطايرت حبيبات الرمل على شفتي حتى كدت أحس بطعمها،
أبي تزوج بعدها من 14 إمراه من اليمن! وواحده من أصل كردي! وكأنما لم تستطع أنثى غير أمي أن ترضي غروره لمده 40 عام قد مضت!!!
تزوجت كل أخواتي وأخواني من ذات القبيلة لحفظ السلالة والنسب فكل من كان يمتد ببصره لعرق دخيل كانت أصابع السخرية تمتد له ووصمة العار لا تفارق جبينه!!
بقيت أنا وماتت أمي ومات السيد ومات العبد ذو الشفاه الغليظة ومات أبي حين بلغت الخامسة عشر من عمري!
فقرر عمي تزوجي من ابن أخته فأفقت صباح اليوم التالي دوني و دون ثوبي التركواز لأول مره!