إن العبد الغافل يعطي لنفسه الحق في شيء من الاسترخاء والترسّل ، بعد أدائه لفريضة واجبة أو مستحبة ،


وكأنه فرغ من وظائف العبودية بكل أقسامها ،فما عليه إلا أن يرتع ويلعب كما يلعب الصبيان بعد فراغهم مما ألزموا به من تكاليفَ ثقلت عليهم .


والحال أن القرآن الكريم يذّكر العباد بعكس ذلك ، إذ يحثهم بعد صلاة ( الجمعة ) ، على الانتشار في الأرض ، وابتغاء فضل الله تعالى ، ثم يدعوهم إلى الذكر الكثير ليتحقق لهم الفلاح ..


كما يدعوهم إلى ذكره عند ( الإفاضة ) من عرفات - بعدما استفرغوا فيها جهدهم بالدعاء - فيطالبهم بذكره عند المشعر الحرام ..


وكذلك يحثهم على ذكره عند ( قضاء ) المناسك فيقول تعالى: { فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشدّ ذكراً }..


والحال أن أغلب الخلق يخرجون عن الذكر الكثير ، بل يدخلون في عالم الغفلة من أوسع أبوابه ، بعد قضاء المناسك ، اعتمادا على المغفرة التي شملتهم فيها .