((في جَنةُ الخُلـــــدْ))

هَوِنْ عَليكَ فَإنَ البُعدَ يُتعِبُنا
.........................فَكُلُ شيءٍ لَهُ في الكَونِ أقدارُ

وجَنةُ الخُلدِ دارُ المُستقرِ بِها
..............................للصالِحينَ مَقاماتٌ ومِقدارُ

فيِها لِعمركَ بيضٌ شعرُهنَ على
................................أكتافِهن أسيلاتٌ وأبكارُ

ولّذةٌ مِن شرابِ الخمرِ مع عسلٍ
.........................تَسيلُ منهُ على الأكنَافِ أنهارُ

ورشفةٌ من يَديّ المُصطفى برداً
..............................تَشعُ مِنها من الإجلالِ أنوارُ

تُرابها زَعفرانٌ ،فَرشُها تِبرٌ
..............................وأهلها من بهاء الحُسنِ أقمارُ

قُصورها ذهبٌ بالفضةِ إمتزجت
..................................لاحُزنَ فيها ولا همٌ وأسفارُ

فيها نساءٌ تبسمُهنَ من قطرٍ
.................................حلاوةُ الشهدِ نَفحُ الخدِ أزهارُ

حورٌ على سُندسٍ خُضرٍ نمارقها
..........................من زُخرُفٍ في صنوفِ الفنِ إبهارُ

يُطافُ فيها بآنيةٍ مُطعمةٍ
....................................بالماس واللؤلؤ المنضودِ قنطارٌ

فيها شَبابٌ يدومُ فلا فناء لَهُ
......................................وراحةُ البال لا أرقٌ وأفكارُ

تحتارُ فيهم عُقولٌ في ترنُمهم
.....................................حَسانُ قالَ وخَيرُ القَولِ أشعارُ

سألتُ ربي لسيدنا بفردوسٍ
.......................................بقربِ أحمد وأبابكرٍ لهُ جارُ

ياربُ صبرٍ فؤاداً فاقداً لأبٍ
...................................وأرحم عِبادكَ وأغفر أنت غّفارُ

وألهم ذويه على صبرٍ وسلوانٍ
.........................................وخلد الخيرَ إنَ الخيرَ تِذكارُ


شعر السوسنه



القصيده جاءت مليئه بالتصاوير والإشتغال في وصف الجنه والحور والنعيم كتخفيف من هول الصدمه والفاجعه مما جعلها فعلا تحفه فنيه شعريه لا تجيدها إلا السوسنه ،رحم الله الفقيد وأسكنه في الفردوس الأعلى ،سندس خضر نمارقها بحد ذاتها أخذتنا لهذا المشهد التصويري للنعيم،فعلا أنتي شاعره مبدعه ودائما تبهرينا بهذه الشاعريه وهذا الخلق العظيم في كل المواقف نرى قلمك حاضرا ليقول كلمة الحق فبارك الله فيك