..... وفتشت في زوايا البيت عن شيء ثمين لكي اعرضه للبيع لا شيء سوى سراويل مرقعة وقمصان ممزقة وأحذية عتيقة وأقراط سوسن............ نظرت إلى اقراطها مرة أخرى تأملتها وبكيت وانحدرت دمعة جاءت سوسن ورفعت ذقني بأناملها الرقيقة ،
قالت :- بابا الكبار لا يبكون ...

نعم الكبار لا يبكون .... وأما نحن الصغار المستضعفون فان دموعنا تصير انهارا وتطوف في كل أرجاء المعمورة ...آه يا سوسنتي انك تنسيني الدنيا ووحوشها ومدير الدائرة ولقد تذكرت عندما سألني المدير قائلا :- ومن قال لك أن لا تدرس وتصبح موظفا كبيرا أو مهندسا قديرا ؟ ....آه أيها المخمور أنت درست لأنك ابن طبقة فوقية أما أنا المعدوم المتسكع على أبواب الفقراء لو كنت املك لقمة يومي لما أتيت قبالة دائرتك ....
سحبت ( سوسن ) شعري بعنف صرخت بشدة انقطعت سلسلة خيالي ، آه من هذه السوسنة ، وتعيد الكرة اصرخ أنا وتضحك هي والأقراط تتراقص تحت ضوء الخافت رن جرس الدار قالت سوسن:- ربما جاء عمي ....
كفى يا سوسن وهل لك عم في هذه الدنيا لقد شردوه وأبعدوه عن هذه البلدة فتحت الباب فإذا بكتلة من صراخ والسباب تقف قبالتي انه صاحب الدار وفهمت ثلاث جمل من كل مائة جملة ، تجول في أرجاء الدار يوبخني ساعة وينهرني أخرى سألني ( لماذا تتركني أدق جرس الدار عشر مرات ؟ من دق هذا المسمار في هذا الجدار ؟ ما هذه الرسوم على الجدران ؟ أين أجرة الأشهر السابقة ؟ إذا لم تستطع دفع الإيجار لماذا أنت حي ........... وووو؟؟؟؟؟ ) ... وأصابني الصداع من حديث هذا الرجل وكأنه مواء هر مريض وتعدت أربع ساعات متتالية كأنها أربعين سنة ، وأخيرا غادرنا بعد أن شتمنا بمقدار أربع أطنان من السب المتواصل......
سألتني سوسن:- لماذا يصرخ هذا الفيل ؟
قلت :- يريد هذه الأقراط ... فكرت سوسن لحظات وقد وضعت أصبعها في فمها ثم سألت :- وإذا أعطيته الأقراط لا يصرخ عليك مرة أخرى ؟ لا ليس من حقه الصراخ مرة أخرى خلعت سوسن أقراطها ووضعتها في يدي..... أخذتها خجلا ... خيل ألي إن مدير الدائرة ينظر إلينا من ثقب الباب وقد غص بقهقهة هستيرية ثم..... وافقني بهزة من رأسه .


مؤلمه بمعنى الكلمه
لاتعليق ،،،