في السنه التحضيريه من دراستي في برمجة الحاسب الآلي ،إقترحنا تشكيل مجلة نسائيه ...كنت الأحب إلى المعلمات ولا عجب فكنت الأقرب إلى المعلمين أيضاً ،فالكل يحترم أصحاب النفوذ أو النقود!(هذا ما كُنت أعتقده)ولأن أبي رحمة الله عليه كان رجل أعمال وشاعر كان الكثير من الإداره والمعلمين يتقربون إللي ...وأكبر أخطائي تكون صواباً !
بدانا في تجميع النصوص
كان من نصوصي (إصطفيني ) والثاني(إحتويني) ،،،والثالث (يقولون أني نبـــــ......!)...تلقى والدي رحمة الله عليه إتصالا من أحد الأساتذه وكان الإتصال يقول أنه يجب عليه أن يكون في غضون ساعات في الكليه ليرى الأستاذه(-------)
إبتسم والدي رحمة الله عليه وجاء للعاصمه مسقط وقلبه مدرك ان الشقيه سوسنه إقترفت شقاوة جديده
قالوا لي أني سأحمل ذنوبي بعد سن 15 عشره ولن تعود تلقى على كاهل والدي !
وصل والد السوسنه إلى مكتب المعلمه المتفهمه لحالة تفتح إبداع السوسنه الفكري والشعري!
وبعد إجتماع إمتد لأكثر من ثلاث ساعات ،إتصل والدي ليحملني معه في طريق عودته إلى المنزل في صحار،قال لي سوسنه يجب أن تعلمي أنه ليس كل معلم فقيه وليس كل أب كقلبي عليك صغيرتي!
ثم أطلق ضحكته العذبه وقال(ياه يابنت إسماعيل رحم الله المتنبي!)
كنت أنظر إليه وإلى ملامحه العذبه،هذا أبي الذي ورثة منه جاذبية الملامح وعذوبة الشخصيه وتفرد الفكر وقوة الحضور وهدوء القلب ،كانت إبتسامته لا تفارق شفتيه!
وضعت يدي على يده بخجل ،أبي أعدك سأحتفظ بأشعاري لنفسي!
قال:بل أشعر بالفخر إن رأى الناس سوسنة إسماعيل وهي تتفتح ،نعتبرها نوع من الإعلانات لمثقفي العائله ثم اطلق ضحكته العذبه !
قال لي :أن علينا أن نتحدث عن إرتدائي للعباءه وأن نتحدث عن طموحاتي ،ضحكت ونظرت إليه وعيني متسمره في عينيه(وقلبي يقول أعشق العينين السوداوين!)كان أبي لوحة فنيه ومشهد تذوب أمامه السماء،وجهه المنير وذقنه الموشوم بالجمال ياه كم كان أبي وسيماً !
قلت له أنا لن أرتدي العباءه ،قال أنها حريتي الشخصيه،ولكن ! ثم إبتسم...قال تبدين جميله صغيرتي باللون البنفسجي!
ياه كم كنت أعشق البنفسجي ولكنه لم يكن يسحرني كالأخضر المائل لزرقه إطلاقاً !
مررنا إلى أحد المراكز كالعاده لتناول آيس كريم الفانيليا بالشكولا والمكسرات الذي أعشقه !في الطريق توقفنا أمام (مقهى الثرمد)كان لابد بعد إدماني على فطائر البطاطس أن أمر من هناك!أحياناً تبدو ذائقتي غريبه!
نزلت من السياره ودخلت لمحل برادات على الطريق ،لفت إنتباهي زهور طبيعيه حمراء.أخذت واحده لأبي وعدت منتشيه من السرور وكأنني وجدت روحي هناك!
إبتسم وتبادلنا الحديث كالعاده إلى أن وصلنا المنزل
حواراتي معه لم تكن تخلوا من الفكر والثقافه والادب والشعر ومغامراتي وكنت أسرد له جدولا مفصلا عن كل همسه أو حركه لي في غيابه (وكيف يغيب من يسكن القلب!)
وكان كثيرا ما تخطر على باله أبيات في طريقه فيقولها لي وأنا أكتبها له في دفتر أشعاره الذي يحمله أينما ذهب!
أسمعته كلمات النص الذي أثار الجدل من شفتي وشرحت له ما أرنوا إليه،قال لي أن الفكره واضحه ولكن يجب أن أراعي إختلاف عقول البشر
رددت علي مسامعه:
يقولون أني نـــ........
وأن ملامح وجهي البهيه
تدلُ عليه
وأقسم بالله
لستُ نــــــ....
ولستُ المسيح عليه السلام......... ..... .....
مضى ذلك اليوم وكأنني أمشي على الغمام وقطن السحب المبلل بالندى يعتصر بين أصابع قدمي!(للبرد لذه لا يدركها إلا أهل الجحيم!)
حين عدتُ إلى المنزل ،،،فتحت دفتر المحاضرات
كان في كل صفحه مقطع لوجه ليلى ،فين كودات إتش تي ام إل كان رسم حاجب أو عين او شفاه أو قميص تلك الملاك !
حاولت أن أتصيد اجمل ملامحها وهي تشرح لنا محاضرت الإقتصاد وجداول الجدوى ،لفتني في وجهها المستطيل غمازه على آخر الخد الأيمن ،زادت ملامحها عذوبه في عينى فنانة كمثلي
أمسكت لوحتي وألواني وبدأت(وجه ليلى)أغمضت عيناي وأستذكرت ملامحها وبدأت...كنت فقط أتمنى لو كنت أمتلك صوره لها حتى يسهل علي الموضوع ،ثم قلت في نفسي،ستبدو اجمل بالسمو الروحي ...دائما الصور تبرز الأخطاء ولكن سأرسمها كما أراحها بروحي،
ظهرت ليلى كعروس في ال14 من عمرها بشفاه ورديه وخدود ورديه ووجه قمر مشرق ،حافظت على ذات القميص والحجاب وأضفت بعض الكحل البسيط لعيناها وعمقا للغمازه التي كانت ترسم عذوبه للإبتسامه التي جعلتها على ملامح ذلك الوجه المنير!
سهرت ذلك المساء على وجه ليلى وأنا أستمع لكلمات أبي تتردد في أذني ،،،كانت رنة صوته مسيقى تذوب لها أفئدة الجبال !
في صباح السبت كانت اللوحه قد بروزت في برواز ذهبي وكانت الكعكه على طاولت المحاضرات وكانت اللوحه مخفاه بين الطاولات تحت عناية حبيبتي وصديقتي وجود
ووقفت أنا خارج قاعة المحاضرا في إنتظار إطلالتها ،وصلت ليلى وإستقبلتها بقبله على خدها وكذلك صديقاتي فتح الباب وعيناها مفتوحتان تسفسران عن المناسبه!
وقفت أمامها وقلت :إحم إحم صباحكم كأناي سوسنة بيضاء،،،أحببنا أن نحتفل بك أستاذه لأنك عملة نادره في زمن روع الطلاب من أساتذتهم ،فكنت أنتِ تغردين خارج السرب بعزف أمٍ حانيه !
إبتسمت وقبلت خدي وقطعنا الكعكه وزفة إليها اللوحه فما إن راتها بكت قالت:أبدو جميله هل تريني هكذا؟قلت لها وأكثر!
اللوحه الآن في سوريا في مدخل باب منزلها ،،،وأما ليلى فهي في قلبي !
وهكذا إنتهت مشكلة سوء الفهم الحاصل في قصيدتي! ولا تسألوني كيف !
وللنقط حروف أخرى!